الأربعاء، 28 يونيو 2017

#مقال سلام أيها العادي


سلامٌ أيها العادي ..
سلامٌ أيها الرقم الهامشي ..
الذي يموت في الحروب، وتقتله المجاعات، ويقتات على آلامه وأحلامه الساسة والعلماء والأدباء والفنانون والرياضيون والكتاب..
سلامٌ أيها الرقم الذي لولاه ما وجدت محطات الأخبار التي لا تذكر اسمه..
سلامٌ أيها الرقم الذي يغير في نتائج انتخاب من لا يعرفك..
أيها الرقم الذي تدخل في معادلة «دخل الفرد» ولا ينالك من نتيجتها إلا الحرمان..
أنت حسب نشرات الأخبار واحد من الخمسين الذين لقوا حتفهم، والمئة الذين أصيبوا، والألف الذين نزحوا، والمليون الذين بلا مأوى، والملايين الذين يلتحفون خط الفقر..
أنت المحتج وأنت المتظاهر، وأنت الذي تصنع الحشود، وأنت الذي تموت، وأنت الذي تعتقل، وأنت الذي لا يستفيد من كل أفعاله..
أنت واحد من جنود القائد الذين صنعوا الانتصار ثم لم تتسع كتب التاريخ إلا لاسم القائد..
أنت المجهول الذي يصنع قيمة «الأعلام»..
وأنت الذي بسببك تزداد ثروات الأغنياء، ويزيد أنصار القادة، وتزداد مبيعات الكتب، ولا أحد يشعر بوجودك، ولا برحيلك، لا أحد يهتم بغيابك ولا بحضورك..
حزنك مُلهم الشعراء، ووجعك مادة صناع الأفلام، وكتاب الروايات..
سلامٌ أيها العادي ..
الذي يعرفك الله !
.
#عبدالله_المزهر


هناك تعليق واحد: